تفوق الجنس البشري ؛ فهل يكفي لتحقيق هدف حياته النهائية

تفوق الجنس البشري ؛ فهل يكفي لتحقيق هدف حياته النهائية

    بقلم عبد الحكيم يو ك

الإنسان غالبًا ما يُشار إليه في النصو البيولوجية أنه “كائن حي ، يدرك بالعقل وأنه لا يشبه أي كائن حي آخر على الأرض. فاذا يوجد في حياته أيضا ميزات    تميزه عن حياة الكائنات الأخرى. من أجل كونه متصفا بالنطق والعقل ،يكون لحياته مبلغ ومقصد يعمل لنيلهما طوال حياته.فاذا يرتفع السؤال المألوف ما هو   الإنسان؟ وما هو المقصود وراء خلقه في العالم؟ بأي دور يلعب به امام سائر الكائنات….؟

الإنسان أعجوبة من الأعاجيب جسديًا ونفسيا. وفي معرفة نفسه كفاية لذوي العقول وحنين إلى العلم بها كل فحول .

وفي الواقع “الإنسان” هو مزيج من ثلاثة عناصر: الجسد والعقل والروح. البنية الدقيقة لجسم الإنسان والبنية الغامضة له مما تشجعنا إلى دراسة ما وراء خلقيته من الاطوار المتعددة ذات ميزات عديدة.
يمكننا مقارنة جسده بآلة متطورة للغاية ، وهل يمكن تخيل الانعكاس المادي لتلك الآلة بالفعل؟ “كلا لا يمكن …إذا تم بناء مصنع موازٍ لجسم الإنسان ، فيحتاج إلى أربعة أميال مربعة من الأرض ، و ينتج عنه ضوضاء تصل إلى مائة ميل مربع. وهذه الحقيقة أظهرها البحوث والدراسات الجديدة.
ينص الإسلام على أن الإنسان خلق من الطين و الماء. وهذه الحقيقة يشهد عليها العالم العلمي الحديث. ونجد فيه انه يتكون جسم الإنسان من نفس العناصر الكيميائية الموجودة في التربة ، ولا يوجد عنصر من عناصر الجسم الانساني الا وهو موجود في التربة. ولكن لا توجد جميع العناصر الموجودة في التربة في الجسم الإنساني.
ومن المقرر أن الماء هو الأكثر وفرة في الجسم – حوالي 50-60 في المائة. حوالي 75في المائة من الأجسام الإنسانية كانت من الماء عند الولادة. يتم الدماغ 85 في المائة منه ، وهو أهم عضو في الجسم ، و الدم يتوفر فيه 80 بالمائة من الماء . وحصته في العظام 25 في المائة ، رغم أنها قوية وثابتة.
يتأهل هيكل الإنسان وجسمه مزيد التشريح والتحليل. وفقًا للتعداد الرسمي لشهر يوليو 2004 ، هناك 637،91،57،361 شخصًا في العالم. الآن تجاوزت هذا المراة يعيش هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 640 كرور على أرض واحدة ويتلقون القوى والطاقة من شمس واحدة ويشربون ماء واحدة . لكن هل يوجد لأحد من هؤلاء نفس لون وجه شخص آخر ؟ لا ولا يزيد قطر وجه الانسان عادة عن 20 سم. ومع ذلك ، فإن كلها مختلف الاشكال تمامًا عن الآخر!
وفي نفس الوقت هناك نوع لا يمكن تحديده من التشابه بين البشر في بعض الأوجه الجغرافي! يتمثل الحج لأفضل المثال لذلك. والذي هو أشهر التجمعات في العالم. إذا وجدت هناك أحدا من المالايالي تخيل أنه من ربوع كيرالا تأخذه من بين ملايين النسمة. حتى لو لم تكن معتادًا على ذلك، يمكنك بسهولة فهم تعبيرات وجهه التي تقول “أنا مالايالي” ، ولماذا؟ نحن في طول انتظار الإجابة….
تمكن أن تعرض في بعض مجلات الأطفال على جزء من وجه المشاهير ، على سبيل المثال الجبهة ، فإذا لاتخطأ في الإجابة أنه لفلان او لفلان.
ماهو المعنى الضمني الذي تسدد هذه الإجابة هو أن فيه ما فيه ذخر خالقه فيه ولا لاحد العناد فيه.!!!
تعد فِرق الكلاب وعمليات التفتيش الجنائي من أكثر الأساليب الفعالية التي يستخدمها قسم الشرطة والمحققون لدينا في جميع أنحاء العالم للطلب عن المجرمين وقبضهم. وكيف يتاح للكلاب المدربة معرفة المجرمين على حدة بدون التغليط فيه. نعم الجواب متوفر! كل جسم بشري له رائحة فريدة. 640 كرور نوع من الروائح لـ 640 كرور شخص!يا للعجاب تصرخ بالآية ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار!
وينطبق هذا العمل نفسه على بصمات الأصابع البشرية. الملايين من النسمة الذين في قيد الحياة حاليا، مليارات الأشخاص الذين لم يولدوا بعد، مع ما ينضم إليه عدد الأموات في قدم الزمن لا يمتلك أي منهم نفس بصمة الآخرين! هذا هو الاستنتاج العلمي الذي يدعم أقسام الطب الشرعي القائمة على بصمة الأصابع البشرية. قال الله تعالى في القرآن: بلى قادرين على أن نسوي بنانه(القيامة:٤)
وبالتالي تُعلن بشكل لا ريب فيه أن كل عضو في جسم الإنسان قد تم إنشاؤه بطريقة علمية ومخططة منطقية للغاية. إذن، يوجد هناك سؤال آخر ، وذلك هل هذا الجسم وما في خلقته من الاعاجيب منظم بمثل هذه الدقة والضبط الهندسي لمجرد يوم واحد؟ والذي يسقط في التربة و يدور حوله الحية والديدان يمتلك منه ما تريدونه. وبعد تتعفن وتتحلل الى أسوإ الحالة؟ كلا لا يكون أبدا . إذن نحتاج إلى أجوبة أخرى وندرس ورائه طوال الحياة .

وذلك ما هي الحياة؟ و من الذي يحدد اتجاهها؟ والى اين اتجاهها؟ لماذا نوجهها الى ناحية دون أخرى؟
كيف الحياة؟
نحن نجد عدة من الفلسفات والاتجاهات المختلفة بيننا التي تقودنا تجاه جواب هذا السؤال.
ويتمثل وجهة المادية ذا اعتبار بالغ في العصر الراهن لدى كثير من الناس وهي تبرهن بأن الحياة يجب أن يتمتع بها بحرية كاملة دون أي قيود وحدود . يتم تطبيق النظرية الأبيقورية والتي تهتم بالأكل والشرب والاستمتاع والاستراحة ” كطريقة للحياة. هناك كثير من الناس في بيئة ما بعد الحداثة من يعتقدون أن الحياة يمكن أن تكون جميلة إذا توفر الاستمتاع مثل الحيوانات وممارسة الجنس بدون قيود.
هل الحياة مجرد وسيلة لتحقيق مثل هذه الغايات الدنيئة؟ هناك العديد من المخلوقات في إطارة الحيوانات القادرة على أدائها بشكل أكثر فاعلية مما نستطيع ، والجندب مثال جيد. يمكن لهذا العبقري الصغير أن يقفز أكثر من مائتي ضعف حجم جسده. وإذا قفز الرجل بمثل هذه الطريقة فيتعين عليه القفز على الأقل أربعمائة متر. هل يمكن للإنسان أن يكون أكثر مرحاً من اليعسوب؟ يمكن لهذا المخلوق أن يقفز ذهابًا وإيابًا ، صعودًا وهبوطًا وطبعا يوقعنا في الدهشة انه لا تنكسر الأجنحة رغما من ضغط التيارات غير المستقرة في الهواء أثناء هذه التمارين.
تستخدم أنثى الفراشة جسدها فقط لإغواء ذكر الفراشة والتي تبعد أكثر من أحد عشر كيلومترًا. ومعلوم ان لها جسما رقيقا. ولديها القدرة على تحمل التغيرات التي تهدد الحياة في الغلاف الجوي مهما كان حجمها. ويتضح قدرتها من فهم نتيجة هذا الاختبار “وذلك انه يوضع فراشة في زجاجة ويزال الهواء من الزجاجة .بعد فترة ،ليدع الهواء يدخل بسرعة. في هذه التجربة يتبخر ضغط الهواء أولاً ثم يزداد الغلاف الجوي بالتساوي. لكن هذا التغيير لا يضر الفراشة شيئا.
وهذه هي بعض العلامات والآيات التي أودع فيها خالقها ما يبعث المفكرين فيها على النظر المستمر عن الخالق البديع وعن قدرته وبالتالي القبول له. فاذا تقبله حق القبول بواسائطها الحقيقة لا يكون من حياته لمحة الا وهو مشغول فيما ينفعه ويأتي إليه خلودا ولا يجري على جنانه إلا ما يجعله للجنة شاهدا ومشهودا.ويتكرر على ألسنته الآية “أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون”

Author

  • فهد بالاد

    باحث بالأكاديمية العالمية للبحوث في العلوم المتقدمة، مدينة المعارف، كالكوت، الهند

About Author

باحث بالأكاديمية العالمية للبحوث في العلوم المتقدمة، مدينة المعارف، كالكوت، الهند